
بقلم- محمد جمال
علاقة المصريين بالمؤسسة العسكرية او القوات المسلحة علاقة تمتد لأكثر من ٧٠٠٠ عام قبل الميلاد، تختلف ليس عن معظم ولكن كل شعوب العالم.
حينما كانت العسكرية بالسخرة وفي بعض الأحيان وسيلة لاكتساب الرزق علّم المصريين العالم معني ومفاهيم العسكرية بالتضحية والشرف للانتماء والالتزام، ليس فقط العلوم العسكرية بل وأيضاً العلوم الاستخباراتية وكان هناك لفظ يطلق علي القائمين بهذا الدور في تلك الفترة البصاصين لجمع المعلومات عن العدو وأماكن التمركز والإعداد وخلافه وكان الملك في ذالك الحين لا يمكن أن يحكم الا اذا كان قائدًا عسكريًا متمكن وينتمي أو علي الأقل تدرب أو انتسب لهذه المؤسسة العريقة .
ينجلي هذا المفهوم اليوم في بعض مظاهر المصريين الاحتفالية خاصة في الأرياف بوجه بحري والدلتا وصعيد مصر رغم مواجهة مصر للعمليات الإرهابية الخسيسة والتي تعتمد علي عدم المواجهة و حرب العصابات نلاحظ ظاهرة اجتماعية ينفرد يها المصريين دون شعوب العالم وهي الإقبال الشديد علي التقدم للكليات والمعاهد العسكرية.
بشكل عام وخاصة القوات المسلحة، وإذا قارنا معدلات الإقبال نسبة للتعداد السكاني، أعتقد أن مصر والمصريين ستحصل علي المركز الأول علي مستوي العالم، بينما تقوم بعض الدول الأجنبية ونظرًا لقلة الإقبال علي التقدم للكليات ولمعاهدة العسكرية بتطبيق سياسة التحفيز المادي والمعنوي لدفع شبابها للتقدم للكليات العسكرية مع العلم بأن معظم هذه الدول لا تواجه في الوقت الحالي أي نوع من أنواع المواجهات المسلحة .
المظهر الملفت والمتفرد به المصريين لحظة التخرج؛ تجد الأسرة كلها سعيدة بل تتباهي وتتشرف أن أحد أبناءها أصبح ضابط عامل بالقوات المسلحة المصرية، رغم استمرار تعمليات الإرهابية، واأ هؤلاء الخرجيين الجدد هم مشروع لشهيد أو مصاب في أي وقت وحينما يقوم أحد الإعلاميين بسؤال الأب والأم “أنت مش خايف إبنك يستشهد” ليأتي الرد معبرًا للجميع كلنا فداء لمصر الحبيبة مصر الأم مصر التي علمت الدنيا معنى الفداء والتضحية.
هذه هي طبيعة المصريين يا سادة وعلاقتهم بالمؤسسة العسكرية عبر التاريخ حفظ الله مصر وحفظ جيشها العريق.