“الـبـلاد” ترصد بالأرقام القيمة المضافة لمشروعات البنية الأساسية

8 آلاف كيلو متر تدخل الشبكة القومية للطرق.. و مصر تتقدم للتصنيف 74 عالمياً و الحوادث تتراجع لـ18%.. و القدرة الوصولية تقفز لـ12%
نائب الطور: إفتتاح جامعة الملك سلمان أكتوبر المقبل
مدير معهد التخطيط القومي: قريباً تجمعات صناعية و سكنية جديدة بالصعيد
إعداد و إشراف – قسم التحقيقات
نهضة عمرانية تشهدها مصر خلال الآونة الأخيرة ؛ أسفرت عن إفتتاح 1300 صوبة زراعية مقامة على 10 آلاف فدان و ذلك وفقًا للمرحلة الثانية من المشروع القومي لمحمية محمد نجيب للزراعة ، تعطي إنتاجية مليون فدان.
فضلاً عن إنشاء وتخطيط و شق عدد من الطرق الرئيسية و الفرعية ، و بناء و تدشين عدد آخر من الكباري و المحاور و الجسور بهدف تيسير التنقل بين الركاب ؛ ما أسفر عن تسهيل و سرعة في زمن وصول البضائع و الحاويات و الحاصلات الزراعية ، فضلاً عن سهولة و يسر تنقل الأفراد و المواطنين على الطرق و المحاور الطولية و العرضية.
و من المنتظر أن تؤدي أنفاق قناة السويس و الإسماعيلية دوراً كبيراً و محورياً أيضاً في إختصار زمن الوصول من القاهرة الكبرى إلى شمال و وسط و جنوب سيناء.
بعد ربط ساحل خليج قناة السويس بالزعفرانة ، حتى منطقة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، و ربط عواصم الدلتا بمدن و قرى صعيد مصر حتى سواحل البحر الأحمر ، عن طريق محاور و جسور عرضية و طولية ، تم زرعها و تنفيذها على نهر النيل كمحور “روض الفرج” الفريد و الذي يعد بحسب خبراء الجسور و الطرق أعرض كوبري مُلجّم في العالم.
و يرى الخبراء أن المحاور الجديدة “روض الفرج – 26 يوليو – 15 مايو- كورنيش النيل – 30 يونيو” ستقوم بربط شرق النيل بغربه ، و محافظات الدلتا بصعيد مصر ، و تُسهم إلى حد كبير في تخفيف الضغط المروري و الازدحام ، الأمر الذي يؤدي إلى مجتمعات و تجمعات سكنية و صناعية و إدارية جديدة.
إختصار زمن الوصول

و في هذا الصدد يؤكد الدكتور فريد عبد العال ، مدير معهد التخطيط القومي ، و رئيس قطاع التخطيط بوزارة التخطيط و المتابعة ، في تصريحات خاصة أدلى بها لـ”البلاد”
أن مصر تشهد تغيير و تنوع جذري في مشروعات البنية الأساسية و التحتية ، متمثلة في شق عدداً من الطرق و الكباري و الجسور المعلّقة لربط الحدود الشرقية بالغربية و الشمالية بالجنوبية ، بهدف تيسير إجراء نقل البضائع و نقل الركاب.
مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى سهولة نقل البضائع و تسهيل حركة التجارة ، بعد ربط المدن الصناعية بمناطق الإنتاج مثل “جبل الجلالة” ، و مناطق المناجم و المحاجر ، و مدينة الأمل ، و المحور الاستثماري و الإقتصادي لقناة السويس ، و الذي يقام بالشراكة مع الجهات الدولية و العواصم العربية و العالمية.
و تابع مدير معهد التخطيط القومي: أن شبكة الطرق الحديثة تضم محاور و جسور من بينها محور روض الفرج ، بطول 35 كيلو متر على 3 مراحل.
يصل الطريق الدائري الإقليمي بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي ، و يتقاطع مع طريق المنصورية ماراً بمدينتي الشيخ زايد ، و السادس من أكتوبر ، وصولاً إلى طريق “القاهرة / الإسكندرية الصحراوي” عند نقطة الكيلو 39 ، ليستكمل مروره بإمتداد طريق الضبعة ، وصولاً بالساحل الشمالي ، و سيدي براني و السلوم.
و لفت: إلى أن مشروعات الطرق الحديثة ، ستؤدي إلى ربط المدن الحديثة بالقديمة ، فعلى سبيل المثال ربط دمياط بمدينتي المنصورة الجديدة و العلمين.
و كذلك بالمشروعات العملاقة المُزمع إنشاءها و المعروفة بـ”توائم المدن” في الصعيد ، لافتاً إلى أن الطرق و المحاور الحديثة لها مردود إقتصادي و إستثماري جيد ، تتمخض في زيادة معدلات و تدفق رأس المال العربي و الأجنبي ، إرتفاع الناتج المحلي ، و إمتصاص البطالة ، و حل مشاكل و عشوائيات الإسكان.
كما يُسّرع من زمن وصول و نقل السلع و البضائع و الصناعات و غيرها من مناطق التصنيع إلى المستهلك أو موانئ التصدير ، و يوفر كذلك إستهلاك الوقود و المحروقات على إثر اختصارات الطرق ، و يؤدي أيضاً إلى خفض و تراجع معدلات فساد و هلاك الأغذية و الأدوية و الصناعات الزراعية و الغذائية و غيرها.
حل مشكلة الإختناق المروري
و طرح الدكتور فريد عبد العال: بعض من النماذج القومية التي دشنتها مصر بعد التوسع في شبكة الطرق ، من بينها محطات تحلية مياه البحر، و محطات سيمنز للكهرباء و المقامة في البرلس و بني سويف و العاصمة الإدارية.
مشيراً إلى أن إفتتاح جزء من محور عدلي منصور الخاص بمرفق مترو الأنفاق حتى محطة العتبة ، سيُسهم في ربط التجمعات الجديدة بالعاصمة الإدارية و القاهرة الكبرى.
منع الهجرة العكسية
و حول التدفق العكسي للسكان من المحافظات إلى القاهرة الكبرى ، قال مدير معهد التخطيط ، أن التوسع في إنشاء المناطق الصناعية بالمحافظات سيعالج كذلك الهجرة العكسية للسكان، بعد زيادة المناطق الصناعية و الإستثمارية إلى 28 منطقة ، و تم ربطها بعواصم المحافظات ، كما حدث في سوهاج و المنوفية و أسوان و قنا و أسيوط.
و أردف: تم إستنباط نفس الفكرة بالعلمين الجديدة التي تشهد طفرة عمرانية و إستثمارية ضخمة ، كاشفًا لـ”البلاد” أن الفترة المقبلة ستشهد إستكمال المناطق و المدن الصناعية و الإستثمارية الجديدة ، لزيادة المساحة المأهولة للسكان و المناطق الزراعية لتصل عام 2030 إلى 12.5%.
8 آلاف كيلو متر طرق

فيما أوضح الدكتور مهندس عماد نبيل، أستاذ هندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن المشروع القومي للطرق مر بـثماني مراحل، بإجمالي مخطط 8000 كم ، وإضافتهم لشبكة الطرق القديمة البالغ قيمتها “24 ألف كم” بواقع 30%.
وأضاف استشاري الطرق والكباري بهندسة القاهرة في تصريحات خاصة لـ”البلاد” أن الطرق تُعد شرايين الحركة والحياة، وهي شرايين اقتصادية تٌغذّي جسد الوطن ، بالتوسع في شق الطرق و بناء الكباري و الجسور ، و سوف يؤدي هذا إلى تغيير كبير في مستقبل شبكة الطرق و المواصلات و كذا المحاور المرورية في مصر ، ما ينعكس على خريطة الاستثمار ؛ بإعادة توزيع الكتلة السكانية ، مما يؤدي إلى القدرة على التنافسية ، معتبرًا تقدم مصر في جودة الطرق و احتلالها التصنيف 74 بدلاً من 108 أمرًا جيدًا ، و يعطي انطباعاً لدى المستثمر بأن المعوقات في طريعا إلى الزوال.
و لفت: أن المشروع القومي للطرق أتاح الفرصة لزيادة في الأوزان و الأحمال التي تمر على الشبكة ، بزيادة سرعة و زمن الوصول ، و تقليل زمن التأخير إلى 36% ، كما أدى إلى تراجع معدلات الحوادث على مستوى الشبكة القومية للطرق بنسب تتراوح ما بين 15 : 18% عن الأعوام السابقة ، كما زاد من زمن القدرة على الوصولية بنسبة 12% ، عن ذي قبل.
و حول أهم المشروعات الكبرى في هذا المضمار أكد الدكتور عماد نبيل أستاذ الطرق بهندسة القاهرة ، هناك العديد من المشروعات و الطرق و الجسور العملاقة ، من بينها محاور الجلالة ، و 30 يونيو ، و محمد بن زايد الشمالي و الجنوبي ، و الطريق الدائري الأوسطي و الإقليمي ،”قنا / سفاجا” ، و “قنا أسيوط” ، و مرسى علم 3 ، و طريق القاهرة السويس ، و وادي النطرون العلمين ، بخلاف تنفيذ مجموعة من الطرق الدائرية و العرضية حول المحافظات ، و تنمية الساحل الشمالي ، مؤكداً أنه تم وضع رؤية مصر 2030 لتحديد الأماكن الأقتصادية المتوقعة ، و جاري تحديد الأولويات تمهيداً لإختيار الأنسب.
أعمدة رئيسية لمحاربة الإرهاب

بدوره قال الدكتور لواء أ ح / علاء عز الدين ، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة ، في تصريحات خاصة لـ”البلاد” أن أعمال البنية التحتية من الأعمدة الرئيسية لتشجيع و زيادة معدلات الاستثمار.
و من ثم المساهمة في تقليص نسب البطالة ، و رفع مستوى معيشة المواطن ، و تعد أحد الوسائل لمحاربة الإرهاب ، إذ تهدف مصر من تلك المشروعات تسهيل حركة عبور البضائع و الناقلات ، و ربط شمال و جنوب البلاد بشرقها و غربها برًا وبحرًا؛ من حدود حلايب وشلاتين حتى آخر ذرة من رمال سيناء ، و كذلك ربط منطقة البحر الأحمر بالسلوم.
و ذكر عز الدين : أن الدولة إرتأت أن البطالة و الفقر قد يستغلهما أصحاب الفكر المنحرف للتغرير بالشباب ، بجرهم إلى الأعمال الإجرامية أو المخالفة ، أو بتحفيزهم على الهجرة للخرج و الغرق في عرض البحر بحثاً عن آمال محفوفة بالمخاطر في أوربا ، و لذا ناهضت هذا الفكر بالتنوع في مشروعات البنية التحتية بجميع المحافظات لتشغيل الشباب و الباحثين عن العمل.
و أكد سيادته: أن التوسع في تلك المشروعات ، ينعكس بآثاره على المناطق اللوجيستية و الصناعية بهيئة قناة السويس ، مشدداً أن الهدف من ذلك تعظيم القيمة المضافة و ختمها بشعار “صنع في مصر”.
4 ملايين مواطن 2030
و أشار إلى أن ربط سيناء بأرض الوطن له بعد سياسي و إستراتيجي و إقتصادي ، حيث أنه من المأمول مستقبلاً توطين و زرع سيناء ما لا يقل عن 4 ملايين مواطن من دلتا و صعيد مصر حتى 2030 ، مشدداً أن الإمتدادات العرضية و الطولية ، تعد أحد متطلبات العصر ، و ستعمل إلى جريان و سريان التدفق من الوادي القديم إلى سيناء ، و هذا يزيد من خلخلة الكثافة السكانية المتمركزة على ضفتي المجرى الملاحي لنهر النيل ، و يكون حائط الصد المنيع أمام أية أطماع خارجية.
و لفت اللواء دكتور أ ح / علاء عز الدين لـ”البلاد” أن ما يحدث في سيناء هو رسالة واضحة بأن مشروعات البنية الأساسية والتحتية داعم و سند حقيقي لإستقبال المستثمرين العرب و الأجانب.
موجهاً حديثه لأهالي سيناء و شهداء الوطن:
بقوله” منذ زمن بعيد وأنتم تدافعون عن الأرض والعرض، و بصماتكم واضحة ، بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية ، ضد الإرهاب الأسود و قبله كان ضد العدو الإسرائليلي الغاشم ، إستمروا في هذا حتى إعلان سيناء خالية من الإرهاب الأسود حتى تنعم البلاد بالرخاء و الإزدهار” تحت قيادتكم الحكيمة التي يقود مسيرتها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
جامعة الملك سلمان

و كشف النائب غريب حسان ؛ عضو لجنة الطاقة و البيئة بمجلس النواب ، أن جامعة الملك سلمان سيتم إفتتاحها في أكتوبر 2020.
و تضم 8 كليات موزعين بين مدينة شرم الشيخ و الطور و رأس سدر.
مشيداً بالطريق المزدوج و الذي يربط بين نفق الشهيد أحمد حمدي و مدينة شرم الشيخ بطول 360كم.
و جاري عمل العلامات و اللوحات الإرشادية و من المنتظر إفتتاحه خلال المرحلة المقبلة و يختصر المسافة من التجمع الخامس حتى مدينة شرم الشيخ في أربع ساعات فقط.