فــي ” صالـــــون حــــزيــن عـمــــــر الثقــــافـــي “

كتب أنور عرابي
الإعـــلام المصري جزء من أزمـــــــة الوطـــــن .. و الأجنبــــي عــدائــي !!
مشاكـــل ٤٠ عاما من الفســـــاد و المحســــوبيـــة.. ورثهـــــــا السيســـــــي !!
الإخـوان و الحـزب الوطنـي .. مازالوا يسيطرون علي مفاصـــل الدولــــــة !!
إذا كان رئيس الدولة يتم تحريف تصريحاته ، و يجري التعتيم علي ما ينجزه من إنقاذ لدولة كانت شبه منهارة ، فكيف يكون حال الإعلام في التعبير عن هموم المواطن ، و طموحات الوطن ، و التصدي للتطرف و الجهل و الفساد و المحسوبية و تغلغل الإخوان ؟؟!!
الإعلام نفسه ليس أداة لمواجهة كل هذه المفاسد بل هو جزء منها، حسبما أكد المشاركون في (صالون حزين عمر الثقافي ) في نقابة الصحفيين ،والذي ناقش قضية : (الإعلام بين التنوير والتضليل والأخونة ) .. و قد تصدي للمناقشة ضيوف الصالون من الرموز الوطنية : السفير محمد العشماوي و اللواء محمود منصور و الروائي الكبير محمد قطب و الفقيه القانوني المستشار د. مجدي الجارحي و المفكر سامي الزقم و الكاتب الصحفي د. أيمن السيسي و المفكر الإسلامي عبد الغني هندي.
و قد توقف مؤشر النقاش الممتد عدة ساعات عند الإعلام بصفته جزءً من أزمة الوطن لا أحد الحلول ، و أصبح عبئاً كبيرا ورثه الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن تركة من التراجعات و الإنهيارات إستمرت أربعين عاما في سائر قطاعات الدولة ــ و منها الإعلام ــ حتي وصل الأمر ببعض الصحف ــ علي لسان الرئيس نفسه ــ أن تحرف تصريحه بشأن أهمية زيادة المصروفات القومية و الدخل القومي لترتفع ميزانية مصر ــ طبقا لعدد سكانها ــ إلي ألف مليار دولار سنويا .. فإذا ببعض الصحف ــ كما ذكر الرئيس في افتتاح مجمع الأسمدة بالعين السخنة ــ تقول علي لسانه إن حل مشكلات مصر يحتاج إلي ألف مليار دولار !! و ما قاله الرئيس يختلف جذريا عما نشرته تلك الصحف ..وهو ما يعني الإعلان عن العجز و نشر الإحباط بين المواطنين ، علي عكس ما يقصد الرئيس تماما !!
الصالون شارك فيه نخبة من المفكرين و الكتاب و الإعلاميين و الأكاديميين ، و منهم : د.شوقي عابدين و د.عبد القادر الهواري و شريف الجندي و المستشار رمضان عزام و د.فوزي الفحام و د.محمد ماهر قابيل و جلال الصياد و مدحت محيي الدين و أحمد الشوكي و وفاء أمين و جيهان جلال و نرمين محمد و مصطفي عبد الحليم و أحمد ثابت و قطب الضوي و رمضان الشناوي و ياسر مصطفي و حمادة محمد و أسماء مجلي و أحمد فتحي و حسن الشامي و أحمد المشد ..مع منسقي الصالون : أشرف فتحي عامر وعبد الرحمن الداقوفي .
و قد أكد المتحدثون أن الإعلام المصري ــ شأن معظم مؤسسات الدولة ــ كالتعليم و الثقافة و المحليات و الاقتصاد يتم تداوله بين ” مخلفات ” الحزب الوطني المنحل و تنظيم الإخوان الإرهابي .. و يجري الصراع بينهما طوال أربعين عاما للسيطرة و الاحتواء و امتصاص دماء الوطن ، و ليس البناء و التطوير و خدمة الشعب .
و من خلال الطرفين المتصارعين اللذين و رثهما الرئيس السيسي تم إفشاء المحسوبية و التوريث و الرشاوي و الفساد في الإعلام المصري ، بحيث أصيب بالترهل و التراجع و انعدام التأثير سواء داخل مصر أو خارجها ..و لم يعد يقدم أفضل ما في مصر من عقول و وجوه و مواهب و قدرات ، بل أضعف ما فيها !! فليس من المعقول أن مائة مليون مواطن يعجزون عن تقديم خمسين مذيعة و مذيعاً علي مستوي قيمة مصر و عمقها الحضاري و تطلعها للمستقبل ..فمصر ثرية بملايين العلماء و المفكرين و المبدعين و الباحثين و الكفاءات الذين تم دفنهم طوال عقود !! و لم يتم إزالة ما يتعرضون له من إهمال و تجريف حتي الآن !! علي الرغم من أنهم هم ثروة مصر الحقيقية و ضامن استقرارها و تطورها..لكن مخلفات الحزب الوطني والإخوان يرددون المقولة المدمرة و القاتلة : مفيش كفاءات !! حتي يظلوا هم وحدهم في الواجهة !!
المتحدثون تطرقوا للإعلام الأجنبي ، مثل فرنسا 24 والبي بي سي وغيرهما من القنوات العدوانية تجاه مصر ، رغم العلاقات الجيدة بين مصر و فرنسا و العادية بيننا و بين انجلترا .. لكن هذه القنوات تدس سمومها ضد مصر في كل مناسبة و بدون مناسبة ، و تسفه اختيار الشعب لقيادته ، و تصف ثورة 30 يونية بالانقلاب !! و ليس لدينا أية جهة إعلامية تتصدي لجبال التضليل و الأكاذيب التي تدسها مثل هذه القنوات .
أما إعلامنا المحلي : الرسمي والخاص ، فإما انه مخترق من الإخوان أو المصالح المالية الذاتية الضيقة و يسيطر عليه البعد الإعلاني لا الإعلامي .. و قد غاب دوره التنويري و التوعوي و فقد الحرفية و التشويق .
طالب المتحدثون بإعادة تقليب التربة المصرية لاكتشاف كنوزها من العلماء و المخترعين و المبدعين و المفكرين المعبرين عن حجمها الحقيقي ، و ليس هؤلاء الذين يطفون علي السطح و يسيئون إلي الوطن ..و أكد المشاركون في الصالون أن الرئيس السيسي سوف يكسب الرهان إذا راهن على الشعب ، و سيجد عشرات الملايين في ظهره ..خاصة أن ما قدمه من إنجازات في خمسة أعوام أكبر مما أنجزه عبد الناصر ــ بكل جماهيريته ــ في 18 عاما.
صالون حزين عمر الثقافي يعقد بنقابة الصحفيين الأربعاء الأول من كل شهر ، و المشاركة فيه متاحة لكل المفكرين و المهتمين بقضايا الوطن .