الأخبارعاجل

قيس الرضوانى يكتب: إدريس نيجرفان البارزاني .. سليل المجد ووريث النُبل

   في أرض الجبال التي تنطق بملحمة التاريخ، حيث لا يُروى المجد إلا على هيئة رجال، وُلد إدريس نيجرفان البارزاني وفي عروقه نبضُ الحكاية الكردية الأصيلة وورث عن أجداده القيم قبل الألقاب، لا كاسم مرّ على السطور، بل كامتداد حيّ لرمزٍ خالد، هو البارزاني الكبير ملا مصطفى بارزاني.

إدريس، الشاب الذي يحمل اسماً ثقيلًا كالحلم، مضيئًا كالنجم، لا يختبئ خلف نسبه، بل يخطّ لنفسه دربًا يليق بالأرض التي أنجبته، ويليق بالأمل الذي يراه الناس في عينيه. لم يكن مجرد حفيد لرمز، ولا ابنًا لرئيس، ولا قريبًا لزعماء، بل هو تجلٍّ جديد لروحٍ كردية لا تنحني، مزيجٌ من التواضع الموروث والعزم المُكتسب.

وفي هيبته صدى من صلابة الرئيس مسعود بارزاني،وفي ابتسامته، شيء من دفء المرحوم إدريس البارزاني رحمه الله، وفي حضوره ظلّ من سكينة نيجيرفان ، وفي فطنته بريق من حكمة مسرور. لكنه، قبل كل شيء، هو إدريس: الإنسان، القريب من الناس، المُحب للسلام، الطامح للقمة لا من باب التسلّق، بل من بوابة العمل، والاجتهاد، والمبادرة.

شعبيته ليست صدى لأسماء من سبقوه، بل نتيجة لمسيرته الشخصية، فهو يعرف تمامًا أن الأسماء وحدها لا تصنع المجد، بل تُمهّد الطريق، وتترك للورثة مسؤولية أن يثبتوا أنهم أهلٌ للراية. وقد أثبت إدريس أنه على قدر هذه الراية.

في زمنٍ يلهث فيه كثيرون خلف الأضواء، يُبقي إدريس قلبه حيث يجب أن يكون: بين الناس. يتحدث بلغتهم، يسمعهم، يشبههم. فهكذا يكون القادة الحقيقيون: لا يتعالون، بل يتواضعون، ولا يتقدّمون الصفوف ليُرى وجههم، بل ليُفتح الطريق لمن خلفهم.

نحن أمام شابٍ لا يصنع مجدًا لنفسه فحسب، بل يضيف سطرًا جديدًا إلى سِفر البارزانيين الذي لم ولن يُغلق. شابٌ يسعى للقمة، نعم، لكنّه يعرف أن القمم لا تُبلغ بالحسابات، بل بالبصمة. والبصمة قد وُضعت، بهدوء، بأخلاق، وبابتسامة لا تفارق وجهه.

وإن كنا نقرأ من اليوم اسمه بين الكلمات الكبيرة، فالغد كفيل بأن يجعل من هذا الاسم عنوانًا لمرحلة جديدة، تُصاغ بأخلاق القادة لا بحسابات السياسة وحدها.

إدريس نيجرفان البارزاني، شاب يسعى للقمة… لكنه يعرف أن القمة بلا تواضع، لا تعني شيئًا. وهو، في تواضعه، يبلغ المجد قبل أن يبلغه المنصب.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى