بنوك واتصالاتعاجل

مصر بين الماضي و الحاضر قراءة في المشروعات القومية الكبرى و دورها في الإقتصاد الوطني

بقلم. دكتورة نهي سلامة

بقلم دكتورة نهى سلامة

الخبيرة الاقتصادية و خبيرة التطوير المؤسسي و إدارة المشروعات

إستطاعت القيادة السياسية على رأسها السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي أن تنجح فى الخروج بمصر من نفق مظلم كادت أن تدخل فيه بعد تولي جماعة الإخوان الإرهابية حكم البلاد.

  فاستطاعت أن تسترد الحكم مرة أخرى بمباركة و تأييد شعبي كاسح ظهر فى ثورة 30 يونيه 2013 ، و منذ ذلك الحين و العمل يسير على قدم و ساق لإسترداد مكانة مصر الدولية.

فجرى العمل داخلياً و خارجياً لتحقيق ذلك الهدف الذى طالما سعت له كل مؤسسات الدولة و على رأسها السيد الرئيس ، فبدأ على الفور التخطيط للعديد و العديد من المشروعات القومية العملاقة و تم البدأ فى تنفيذها و كان أولها مشروع قناة السويس الجديدة.

كما كان من أهمها مشروع تنمية محور قناة السويس ،  و الذى سعى إلى أن يحول مصر إلى مركز لوجيستي عالمي صناعي و تجاري مؤثر تأثيراً كبيراً فى حجم التجارة العالمية.

حيث خطط أن يشمل إنشاء مناطق صناعية و تجارية و سياحية و لوجيستية و تطوير أكثر من 6 موانئ كبرى ، وإنشاء مناطق لتموين و خدمات السفن ، و من المتوقع أن تصل حجم إيرادات مشروع تنمية محور قناة السويس إلى 100 مليار دولار.

كما أنه من المتوقع أن يضع مصر ضمن قائمة أفضل 30 إقتصادا فى العالم بحلول عام 2030 ، و كذلك كان من بين أهم هذه المشروعات العملاقة أنفاق قناة السويس و التى يطلق عليها شرايين الأمل و التنمية و التى من المستهدف أن تساهم بشكل فعال و كبير فى الوصول السريع لسيناء لأول مرة كخطوة على طريق تنمية سيناء و تعميرها و دحر الإرهاب بها.

كما أنها تربط غرب مدن القناة بشرقها مما يساهم فى تسهيل حركة التجارة فى منطقة إقليم قناة السويس ، و مما لاشك فيه أن القاهرة كانت تعانى من تكدس الوزارات و المصالح الحكومية بها لأعوام طويلة و التى أصبحت مشكلة كان لابد من إيجاد حل سريع لها.

فأمر السيد الرئيس بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة و نقل كافة الوزارات و الهيئات و المصالح الحكومية إلى هناك على مساحة أكثر من 170 ألف فدان ، و لم يقتصر الأمر فقط على نقل الوزارات والهيئات الحكومية بها بل تم التخطيط لجعلها من أهم المدن عالميًا لما لها من تخطيط فريد و كذلك موقع متميز حيث أنها قريبة من منطقة قناة السويس و كذلك الطرق الإقليمية.

و تم تخطيط الطاقة الإستيعابية بها إلى 100 ألف موظف بعد الثلاثة أعوام الأولى و 6.5 مليون نسمة عند إكتمالها ، و ليست فقط العاصمة الإدارية الجديدة بل تم التخطيط و البدأ فى إنشاء عدد كبير من المدن الجديدة كان منها مدينة المنصورة الجديدة ، مدينة العلمين الجديدة ، مدينة الإسماعيلية الجديدة ، و مشروع هضبة الجلالة ، العبور الجديدة.

و غيرها من المدن المخطط إنشاؤها على أعلى معايير الجودة ، حيث أطلق عليها مدن الجيل الرابع ، و قد خطط إنشاء تلك المدن الجديدة بمعايير عالية الجودة و مواكبة لأعلى مستويات التطور العالمى و الوسائل التكنولوجية الحديثة.

كما كان من ضمن أضخم المشروعات القومية العملاقة إنشاء شبكة ضخمة من الطرق ربطت أنحاء مصر ببعضها البعض وسهلت حركة النقل بشكل كبير ، فى نقلة كبرى لتطور شبكة النقل و المواصلات الداخلية ، حيث تم إنشاء الطريق الدائرى الإقليمى و الذى يبلغ طوله نحو 400 كم و يربط بين طريق العين السخنة، القاهرة الجديدة، مدينتى ، طريق السويس ، مدينة بدر ، طريق الإسماعيلية ، مدينة العاشر من رمضان ، بلبيس ، الزقازيق ، بنها ، منوف ، مدينة السادات ، طريق الإسكندرية الصحراوي ، مدينة السادس من أكتوبر ، طريق الواحات البحرية، طريق الفيوم، دهشور، التبين.

هذا بالإضافة الى مشروع محور روض الفرج و الذي يضم كوبرى تحيا مصر الذى دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأعرض كوبرى ملجم فى العالم.

و من الجدير بالذكر أن المشروع القومى للصوب الزراعية و الذي يضم 100 الف صوبة زراعية على مساحة 100 ألف فدان و يعادل إنتاج ذلك المشروع نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية المعتادة ، كما تم إنشاء مصانع لتعبئة و تغليف المنتجات التى يتم إنتاجها من المشروع ، و كذلك مجمع لإنتاج البذور فى رغبة و إستهداف لإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة عالية الجودة.

هذا الى جانب مشروع إستصلاح و زراعة المليون و نصف فدان ، و الذى حددت له الدولة خريطة للبدأ فى الأستصلاح و بدأت فعليا فى تنفيذه على مراحل و يعد ذلك المشروع من أهم المشروعات القومية الحديثة التى تستهدف إنشاء ريف مصرى جديد و عصري من خلال إنشاء قرى نموذجية تعالج كل مشكلات الماضى و تسد الفجوة الغذائية التى تعانى منها مصر لسنوات فى إستهداف لتحقيق الإكتفاء الذاتى من الغذاء.

و مؤخراً إفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مجمع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية الجديد بالعين السخنة على مساحة 400 فدان و الذي يضم 9 مصانع كبرى تنتج أكثر من 2 مليون طن أسمدة سنوياً و أكثر من مليون طن فوسفات ، و الذى يعد من أضخم المجمعات الفوسفاتية فى العالم العربى و قد تم إنشاءه وفق أحدث الأساليب الحديثة التى من شأنها أن تراعى التحكم فى كل أنواع الإنبعاثات الغازية و السائلة و الصلبة بأحدث الأساليب العلمية.

و لا يسع هذا المقال سرد كافة المشروعات القومية العملاقة التى تم التخطيط لها و البدأ في تنفيذها منذ عام 2013 و حتى اليوم.

الأمر الذى إنعكس بشكل كبير على الإقتصاد المصري و حجم الإستثمارات الأجنبية الداخلة إلى مصر و الثقة المتزايدة فى الإقتصاد المصري و كذلك في القيادة السياسية و رؤيتها ، و على الصعيد الخارجي لا يمكن أن نغفل دور مصر الكبير خلال هذه الفترة الماضية فى المنطقة الأمر الذي أعاد لمصر دورها و ريادتها داخلياً و خارجياً.

و نَلجأ بالدعاء للمولى عز و جل أن تستمر عجلة الإنجازات و الإنتصارات لبلدنا الحبيب الغالي في السير قدماً إلى الأمام لتحقيق ما تستحقه مصر من ريادة و عزة دوماً. 

و إلى مقال قريب بإذن الله.

مصر بين الماضي و الحاضر قراءة في المشروعات القومية الكبرى و دورها في الإقتصاد الوطني

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى