الأحد. مايو 19th, 2024

البلاد

نبحث عن الخبر باحترافية و نحرره بموضوعية

أبو الغيط: العراق لا ينبغي له أن يكون ساحة للصراع أو تصفية الحسابات

1 min read

هالة شيحة
شدد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أن العراق لا ينبغي له أن يكون ساحة للصراع أو تصفية الحسابات، مؤكدا على دعم حق العراقيين في أن يروا مستقبلاً أفضل لأبنائهم، وأن يحققوا تطلعاتِهم المشروعة في النمو والاستقرار بتوظيف الإمكانيات الهائلة لبلدهم.

جاء ذلك خلال كلمة أبو الغيط أمام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية التي عقدت بالمملكة الأردنية الهاشمية

وقال أبو الغيط : إننا نجتمع اليوم، والعراق يشهد مرحلة تحول مهمة في تاريخه المعاصر.. حيث يتخذ خطواتٍ ملموسة على صعيد استعادة التوازن في علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي.. وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة جاءت في أعقاب مخاض عسير شهد استقطاباتٍ داخلية حادة، نجح العراقيون في احتوائها بمنطق السياسة وآلية الحوار.

وندعو ونرجو أن يستمر هذا النهج الاحتوائي في المستقبل من دون إقصاء لأي طرف أو جماعة سياسية، حفاظاً على السلم الأهلي للبلاد.. بكل مكوناته وأطيافه.
ولفت ابو الغيط الى أن هذه الحكومة أخذت على عاتقها مهمةً صعبة من أجل استعادة ثقة الشعب وتخفيف معاناته.
ونحسب أن العراقيين يتطلعون لمرحلة جديدة تطوي صفحة المحن والمآسي التي عانى منها العراق على مدى عقود.. وبما يُمكِّن هذا البلد من تحقيق الازدهار والتنمية، والقيام بدوره في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة… بعيداً عن أية تجاذبات إقليمية أو مساعٍ لبسط النفوذ أو الهيمنة.

واضاف ابو الغيط ان ثمة نقاط مضيئة على الساحة الإقليمية حيث هناك إدراك لدى الدول بأن التعاون وبناء شبكات من المصالح المتبادلة … يُمثل مساراً لا غِنى عنه من أجل تجاوز الصعوبات الاقتصادية، وان موارد المنطقة يمكن أن تتعاظم مراتٍ ومراتٍ إن هي استُغلت في إطار من التعاون البنّاء.. وتمثل المشروعات الطموحة بين عددٍ من الدول العربية -من الربط الكهربائي إلى الاستثمارات المشتركة في البنية الأساسية- طاقةَ أملٍ لشعوب المنطقة وشبابها.. ولا شك أن هذا الاجتماع يُعد منصةً مهمة لتعزيز هذا النوع من التعاون والتشبيك عبر الإقليم.
غير أن تحقيق الازدهار للإقليم يظل رهناً بتخفيض حدة التوترات الأمنية والتهديدات… وأؤكد في هذا السياق أن معالجة حالة الاستقطاب في الإقليم تبدأ من التزام جميع الأطراف بالمبدأ المؤسس للعلاقات الدولية الحديثة.. وهو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول … واتباع سياسة حسن الجوار … فضلاً عن الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها كوسيلة لحل المنازعات.
ولا يخفى أن ما يعاني منه الإقليم من أزمات وصراعات متفاقمة يظل انعكاساً لاستمرار بعض الأطراف الإقليمية في مباشرة تدخلات سافرة تؤجج الصراع والعنف… وتغذي النعرات الطائفية والانقسامات… إن هذه التدخلات الإقليمية لا تضر العراق واستقراره وسلمه الأهلي فحسب، وإنما تُسهم في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين.. وتزيد من حدة الأزمات القائمة وتُضعف من فرص حلها.
ولفت أبو الغيط الى ان الأزماتِ الإقليمية ترتبط بحلقةٍ متصلة.. ولا شك أن استمرارَ الصراعِ الفلسطيني الإسرائيلي.. وما يشهده حل الدولتين من تراجع وتغييب في ظل صمتٍ دولي مُريب… ووسط انعطافٍ يمينيّ، حاد وخطير، في إسرائيل، وتجذُرٍ لليأس والإحباط لدى الشعب الفلسطيني … ينذر بأسوأ العواقب.. ويهددُ استقرارَ المنطقةِ بأسرها.. ويضرب جهود التعاون الإقليمي في الصميم.
وقال ابو الغيط ان المجتمعَ الدولي مطالبٌ بتحمل مسئولياته نحو وقف هذا التدهور المُتسارع في الوضع الفلسطيني … والعمل من أجل إطلاق جهد جاد لتحقيق التسوية على أساس رؤية الدولتين.
ونبه الى ان المنطقةَ تقف في لحظةٍ فاصلة بين اليأس والأمل.. وعواملُ الأملِ أكبر بكثير من بواعث اليأس والإحباط.. وقال أن دولَ المنطقة قادرةٌ على خلق واقع جديد من الشراكة والتعاون والتنسيق على كافة المستويات.. وتقف الجامعة العربية بكل قوة خلف كل جهد مخلص لمد الجسور وتعزيز شبكات المصالح المشتركة.. وتعتبر دعم العراق في هذه المرحلة ركناً أساسياً في استراتيجية النهوض الإقليمي الشامل.. وتساند العراق وأهله وحكومته في نضالهم من أجل عبور ظلام اليأس إلى آفاق الأمل والازدهار.

البلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.