الأحد. مايو 19th, 2024

البلاد

نبحث عن الخبر باحترافية و نحرره بموضوعية

(نيجيرفان بارزاني).. رجل التعايش والسلام

1 min read

كتبت:د،/ دينا دياب

لفت الظهور السياسي للسيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان؛ الأنظار باستقباله الرئيس الفرنسى (امانويل ماكرون) في (أربيل) على هامش (مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة) الذي أقيم في (بغداد) مساء أمس السبت 28 آب (أغسطس) 2021، وظهرت خلال اللقاء الحفاوة الشديدة التي تؤكد على صداقة الطرفين، وعمق العلاقة بين البلدين على كافة المستويات.

في كل لقاء سياسي للسيد نيجيرفان بارزاني، تراه يتميز بالهمة والنشاط، فهو يسير على خطى عمه الزعيم (مسعود بارزاني) وجده الزعيم (الملا مصطفى بارزاني)، في طَرق الأبواب كافة؛ لحماية وطنه والحفاظ على حقوق شعبه. والمتتبع لمشوار نيجيرفان منذ ولايته في العام 2018 يرى أن دوره لا يقتصر على الشؤون الداخلية الكوردية والعراقية فحسب، بل له نظرة بعيدة، وهي تعزيز العلاقات مع الأطراف الدولية.

برغم الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري الذي واجهه إقليم كوردستان، قرر نيجيرفان أن يفتح الأبواب المغلقة، واستطاع تحسين العلاقات؛ بفضل رؤيته الواضحة في التقرب من المجتمع الدولي وإقامة أفضل علاقات معه.

بدءً من السنة الثانية من رئاسته، اهتم بأن يجوب العالم؛ فسافر إلى (قصر الإليزيه) في (باريس)، حيث استقبله الرئيس ماكرون، للمرة الثالثة – خلال رئاسة ماكرون – ليتناقشا في العديد من القضايا، لاسيما التي تخص التصدي لـ(تنظيم داعش الإرهابي)، وغيرها. لتتحول العلاقة بين الثنائي إلى علاقة صداقة؛ بمرور الأيام. ورأيناه في (أنقرا) للقاء بالرئيس (رجب طيب أردوغان) في أيلول (سبتمبر) 2020، غداة لقائه ماكرون في بغداد. كما رأيناه في مؤتمر (دافوس) في كانون الثاني (يناير) 2020 حيث التقى الرئيس الأميركي وقتها دونالد ترامب، وساهم في تأمين المشاركة الكوردية في الحوار الاستراتيجي الأميركي – العراقي، بكل ما يحويه من ملفات ساخنة على مستقبل المنطقة برمتها. وألفيناه في استقبال (البابا فرانسيس)، عندما زار العراق وكوردستان في آذار (مارس) الماضي، وكان له لقاء خاص معه، أكد خلاله على تمسك الإقليم بالتعايش السلمي.

يمكن القول إن التعامل الدبلوماسي الدولي الجيد الذي فرضه نيجيرفان مع الإقليم؛ إذا تم تقييمه من منطلق فيدرالي، فإنه أكبر من مجرد إقليم، إذ بات التعامل معه كدولة، ونيجيرفان كرئيس دولة. وهذا يعود إلى رؤيته التي يكمل بها مشوار عائلته، وهي إحساس الطمأنينة الذي وصل إلى قلوب الكورد، وهذا الشعور وصل إلى دول العالم، وجعل عيون العالم تتجه نحو الإقليم لتتابع دور رئيس الإقليم.

أربعة أعوام تولاها نيجيرفان؛ كانت مليئة بالتحديات، والصعوبات، لكنه وضع قانون (لا يمكن حل مشكلات العراق بمعيار من هو القوي، ومن هو الضعيف) بمعادلة بسيطة أدار الرجل الأزمات بهدوء وشعور بالمسؤولية؛ وحولها إلى فرص، وبات ينظر إلى مشكلات العراق على أنها مشكلة العائلة الواحدة التي تحتاج إلى الحوار والتفاوض.

شهد العام الأول من ولاية نيجيرفان بارزاني، اختباراً وترقباً لنجاح أعلى سلطة في إقليم كوردستان، وجاء العام الثاني ليشكّل عام الاطمئنان، إلى أن الأمانة الثقيلة التي حملها الرجل، كانت بأيدٍ أمينة، وأن الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني كان على حق عندما قال في اليوم الأول من تولي نيجيرفان الرئاسة، “إنه يحظى بدعمي المطلق”، لتأتي فترة جديدة من الحكم، وهي فترة الأحلام، حيث يسعى نيجيرفان لتحقيق حلمه في التقارب والتسويات والحلول، مستفيداً من ثلاثة عقود من العمل السياسي المتدرج الذي قاده إلى أعلى منصب في إقليم كوردستان.

إن المتبحر في علاقات نيجيرفان الخارجية، والداخلية يراها واضحة، فهو يقف على مسافة واحدة من الجميع؛ فعلى المستوى الخارجي انتقل بإقليمه إلى العالمية، وعلى المستوى الداخلى يجول على مقرات الأحزاب في إقليم كوردستان، وجعل العلاقات مع بغداد مُرْضية بعدما نجح في مد جسور التفاهم مع (مصطفى الكاظمي) رئيس الوزراء العراقي،  منذ أن شكل حكومته في أيار (مايو) 2020، سواء من خلال المواقف التي أطلقها حول العلاقات على خط أربيل – بغداد، أو من خلال الزيارات المتعددة التي قام بها إلى العاصمة الاتحادية؛ لرأب أي صدع يذر قرنه، ولتصبح العلاقات الداخلية والخارجية ناجحة.

ليس سهلاً أن تجد زعيماً في العراق أو في المنطقة، يمتلك مثل هذه الرؤى الشاملة العميقة في تشخيص المشهد وفهمه؛ وبالتالي الإقدام على التعامل معه، فهو يعتقد أن “توحيد البيت الكوردي مفتاح النجاح وضمان مستقبل كوردستان، والرفاهية للشعب والشعور بالمسؤولية بمستقبل زاهر” هو الهدف الأسمى لحياته.

يمكن القول أن نيجيرفان استطاع مواكبة الأحداث الجديدة، وأن يصعد بإقليمه إلى مجال الدول الكبرى، وهو ما جعل المهتمين بحضور مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يهتمون بزيارة كوردستان، ما يؤكد أن مستقبل العراق في طريقه لاستعادة الثقة والدور الإقليمي تدريجياً.

البلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.