
سهم الضغينة
بقلم. ممدوح مرجي الغليلات
كاتب ومحلل سياسي من الأردن الشقيق
نرفض التنازل لبعضنا، ونرمي الآخر في الشرك، ونبذل الجهد العظيم لإسقاطه،.ونحرق كل جميل لديه وبحوزته لإرضاء الحقد الدفين فينا لماذا؟، ألأنه ناجح أو يركض مسرعًا نحو النجاح.
ترانا نُرحب بالغريب العدو، ونمده بالعزم والطاقة، ونفرح له لأنه غريب وليس قريب،لأن الأقارب لا يتعايشون مع بعضهم في مرحلة النجاح والارتفاع، أما السقوط سويًا أو الموت معًا، هذا ما يبحث عنه كل شخص يريد الهاوية لأقربائه وإخوانه من جلدته.
نرفض الأخ ونرفض القريب ونرفض النجاح لهما لأن في نجاحهما سقوط لنا..هذا ما أدخله الشيطان في رأسه.
أتحدث عن النطاق الضيق، قبل الواسع والأهل والعشيرة، قبل الدول والدول قبل الإسلام في العالم، وهذا كله من فكر أسود “عشش” في الأدمغة، سهم أصاب القلوب بالحقد والحسد ولوث الدماء التي تسري في الأوردة والشرايين وانتقلت العدوى إلى شريحة واسعة من البشر وكله من عمل الشيطان وجنوده.
نختلف ولا نفترق، نفترق ولا نهمل بعضنا إلى الأعداء، نسلم بالإنجاز وندعوا لكل فائز بالنجاح وكله لا ينقص من قدرنا ولو ذره، نصعد إلى الآفاق بالتسامح ونطير في هواء العز مع بعضنا نحو الموده ونفرش السماء ورد المحبه بعد الأرض بنقاء السريرة والحب ونمشي نحو العلا في سعادة الآخر ونبحر في محيطات النقاء مطمئنين غير مكترثين بأمواج الكره التي لا تخيفنا ونحن معا سويا.
• أما الآخر الغريب فلا يريدنا سويا بل يريدنا مجزئين ليرتاح ويأكل ما تبقى من خير عندنا، .
• نستاء من الوضع داخليا ونرى جنود الشر يلتهمون الخير في بلدان أصابها الذبول من الأنا الأنانيه.
• الكلاب أصبحت أسودًّا في غياب الذئاب، والأفاعي تسرح وتقذف سُمها في غياب عصا “موسى”، والكلمة العليا لأهل الباطل لغياب من يدافع عن الحق، والمجرم أصبح معززًا لكثرة الجوعى لماله الحرام ( والسفر في بلد أصبح يرهق الجيب حتى وإن كان سفر لبر والدين أو صلة رحم هكذا أرادوا وهذا ما فعلوه).
• لا مكان للخلاف الضيق بيننا، لا مكان لحب الغريب على القريب، لا مكان لقتل النجاح عند بعضنا، لا مكان لإصدار السواد في قلوبنا، كله يُسهم في نسيان روح الأمه وقلبها النازف، وشرفها المحتجز وكرامتها المهانة، إنها فلسطين التي تكاد تُنسى من الأجيال القادمة وهذا ما عملوا له سنوات طوال وقد بانت نتائج النجاح مع الأسف نحو الظهور.
• عبقرية في التقسيم، ذكاء في التمييز بيننا، دهاء في التعامل مع أناس من جلدتنا باعوا أنفسهم بثمن بخس حيث تم ترحيل العقل عن مكانه الأصلي وجعله يفكر في مسار خاطئ عن القضية الرئيسية.
• صنعوا لناحدود وقد صدقنا، صنعوا لنا إقليمية وقد عملنا، صنعوا لنا كره لبعضنا وقد كرهنا، و لا نزال ننادي بالطائفية الضيقة التي تنسي حب الأخ لأخيه قبل حب الشامي إلى الحجازي صنعوا فاتقنوا
• وعلينا أن نصنع الحب بيننا ليصبح ترياق عظيما ضد الطائفية والإقليمية والحدودية والضغينة
• أليس الله بقائل “إنما المؤمنون إخوة” .
• فلنكن نعم الأخوة لبعضنا ونعم السند والعز.