
تعرف علي أهم الطقوس و أشهر الترانيم و الألحان الكنسية في تاريخ مولد العذراء بدرنكة
ترانيم زوار العذراء تصدح في سماء درنكة في ليلة ختامية رائعة
ترتيبات أمنية و إستعدادات دقيقة لخدمة زوار العذراء في ليلتها الأخيرة
كتب أنور عرابي
هُنا علي جبل درنكة حيث دير السيدة العذراء مريم يجتمع عدد كبير من البشر منهم مسلمين و أقباط و مصرين و عرب و أجانب كبار و أطفال رجال و نساء و شيوخ و رضع يصل عددهم الي ما يقرب من ٥ ملايين زائر خلال الاحتفالات جميعهم يحتفلون بمولد العذراء في طقوس و مراسم مخصوصة .
و الزوار بالإحتفال الديني يحملون تذكارات روحية و نورانية و ذخائر الروحية لشهدائها و قديسها و الذي يتجدد الاحتفاء بهم عاما وراء عام.
و احتضان دير درنكة لمواكبهم الاحتفالية ذات الطابع الديني و الملامح الشعبية بترتيبها الخاص و تراثها التقليدي و التي هي بالمفهوم الكنسي لا تنفصل عن طقوس العبادة داخل الكنيسة.
و الإحتفاء بموسمها الكنسي خلال شهر أغسطس من كل عام إضافة إلى تذكاراتها طوال العام.
و في جبل أسيوط ترتفع مكانة الإحتفالات بالعذراء من حيث تدفق أعداد الزائرين من مصر و أنحاء العالم.
و أيضاً لتميز موكبها الإحتفالي الضخم الذي يتصدر الاحتفالات اليومية صعوداً و هبوطاً إلى موضع إقامة العائلة المقدسة بمغاراتها المقدسة بحضن الجبل,.
و يطوف مئات الآلاف من المواطنين حول كنائسها و في ساحاتها و انحداراً نحو الطريق الصاعد الممتد بين أحجار الجبل ، و ذلك في الموعد المقرر مع الغروب تمام السابعة مساءً في مشهد يندر تكراره مع خلفية إمتداد المساحات الخضراء للزراعات أسفل الجبل و نهر النيل و الأفق الممتد.
رمزاً و تبركاً لمسيرة العائلة المقدسة نحو هذا الموضع المقدس منذ آلاف السنين.
و تخضع الإحتفالات بمولد العذراء بدير درنكة لترتيب كنسي و تدبير روحي مصدره الطقوس المرتبة لهذه المناسبة من صلوات رفع بخور عشية و طواف الموكب الإحتفالي لأيقونة السيد المسيح و السيدة العذراء بالتسابيح و المدائح التقليدية أثناء رفع المصلين و الزائرين و المصطفين خارجاً لصلواتهم و تضرعاتهم .
ثم الإنصراف لحضور القداسات الإلهية صباحاً ، و تحث المطرانية زوار الموضع المقدس و ضيوفها بزيارة مغارة العذراء لدقائق منعاً للتزاحم و الالتزام بالهدوء و الوقار اللائقين بالموضع المقدس و المُناسبة الكنسية .
ثم الصعود (للتو) للأماكن المفتوحة و الصالات المعدة التي يوفرها الدير ، و تنأى المطرانية بإحتفالاتها السنوية و بالموضع المقدس الذي يستقبل الزوار من أنحاء العالم للعبادة والصلاة ، طوال العام عن كل ممارسات و أفعال عبثية خارج أسوار الدير.
و التي كثيراً ما ناشدت المسئولين بإيقافها و تؤكد أنه لا توجد صلة لإحتفالاتها الدينية بما يعرف (بالموالد) أو(الزفة) فهذه التعبيرات المتداولة شعبياً غير مألوفة و لا تتردد داخل مطرانية أسيوط و كنائسها و مزاراتها المقدسة.
و تتميز الإحتفالات علي جبل الدير بدرنكة بمدلولات روحية و إن كانت مواكب الإحتفالات الدينية بأعياد و تذكارات القديسين و الشهداء و في مقدمتهم العذراء مريم برزت في بدايات القرون الميلادية بمظهرها المعروف حالياً الذي يضم صفوفاً من الشمامسة حاملين الصليب و الرايات البيضاء و صور المناسبة الكنسية.
ثم أيقونة السيد المسيح و القديس أو الشهيد المحتفي به يليها صفوف الآباء الكهنة و على رأسهم المطران يؤانس مطران دير العذراء بدرنكة حاملين مجامرهم ثم صفوف الشمامسة حاملين الشموع و الورود و الأغصان و الناقوس يرتلون الألحان و التسابيح.
و نجد ندرة في الكتابات التي تناولت هذه الإحتفاليات حيث ركزت في أغلبها علي المدلول الروحي و لم يتحدد تاريخ نشأتها.
طواف الموكب في دير العذراء هنا يبدأ برفع بخور عشية ثم الألحان و التماجيد أثناء صعود الموكب في ساحات المزارات و الكنائس ، ثم تسبحة نصف الليل.
و يختم بليتورجية القداس و سر التناول ، و ترتيب ما يعرف بألحان التماجيد للعذراء يبدأ بلحن (إكزمارؤوت) ، ثم لحن التمجيد اليونانيأكسيوس استين ، ثم لحن (يا ملك السلام) ، (و السلام للعذراء) ، (و افرحي يا مريم) ، (و ثيئوطوكية الأحد سبع مرات كل يوم) ، و كذلك لحن(اتاي برثينوس) و هو من أبرز الألحان في موكب العذراء.
و الذي تقول كلماته هذه العذراء نالت اليوم كرامة ، هذه العذراء نالت اليوم مجدا ، هذه التحفة بأطراف موشاة بالذهب مزينة بأنواع كثيرة ، ثم أجزاء من المزامير ، و تختتم التماجيد بلحن الطقس .
و يقول مصدر كنسي آخر إن فكرة الموكب الاحتفال هي التكريم و التمجيد سواء للعذراء أو القديسين و لابد أن يبدأ من حول مذبح الكنيسة الذي عليه ذبيحة المسيح داخل الهيكل و ينتهي الطواف إليه إذ يقوم الآباء الكهنة في طقس الطواف بمجامرهم بإصعاد البخور الذي هو يمثل صلوات الشعب و تضرعاتهم و يقدمونه علي المذبح مشفوعاً بصلوات العذراء.
و مدلولها الخاص أيقونة عذراء مغارة أسيوط الملكة المتوجة و طفلها تتوسط خدرها بالمغارة و لا يسمح بخروجها من موضعها إلا خلال الطواف في الموكب الاحتفالي لشهر أغسطس كل عام.
و كان قد أعلن اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط عن إنتهاء الإستعدادات النهائية لإستقبال الليلة الختامية من الاحتفالات السنوية لدير السيدة العذراء بدير درنكه الأربعاء الموافق 21 من الشهر الجارى بالتنسيق مع الجهات المعنية من إدارة المرور و مديرية الأمن و شركة مياه الشرب و الصرف الصحي و مديرية الصحة و التنشيط السياحي و السياحة و الآثار و مرفق الإسعاف و رؤساء الوحدات المحلية.
مشيرً إلى تضافر جميع جهود المحافظة لتوفير سبل الدعم الممكنة و تذليل العقبات التي قد تواجه الاحتفال مؤكداً على إهتمام المحافظة بإستكمال جهود تطوير مسار محطات رحلة العائلة المقدسة بأسيوط ضمن خطة المحافظة للتطوير.
و أشار محافظ أسيوط إلى إستعدادات المحافظة لإستقبال الليلة الختامية من الإحتفالات شملت التنسيق مع إدارة المرور لوضع خطة مرورية لمنع التكدس و الزحام المروري لتسهيل الحركة المرورية و وصول الزوار إلى الدير .
فضلًا عن وضع الكوردونات و الحواجز الحديدية و تغيير بعض المسارات و الضخ بكفاءات من رجال الشرطة و الجيش في محيط الدير و الطرق المؤدية إليه.
لافتاً إلى التنسيق مع شركة المياه و الصرف الصحي للدفع بسيارات المياه لسد احتياجات الزوار و المترددين على الدير و التنسيق مع التنشيط السياحي وإدارة السياحة لاستقبال الوفود المشاركة في الليلة الختامية.
و توزيع مطويات و CD لشرح الأماكن السياحية التي تتمتع بها المحافظة.
فضلاً عن التنسيق مع مديرية الصحة و مرفق الإسعاف بتوفير مقر بمحيط الدير لتفعيل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم صحة المرأة و الكشف و الفحص عن أمراض أورام الثدي و الضغط و السكر و الضخ بسيارات إسعاف أضافية خلال الليلة الأخيرة من الاحتفالات.
و أعرب الأنبا يوأنس أسقف أسيوط و ساحل سليم و البدراي عن خالص شكره و تقديره لقيادات محافظة أسيوط لما بذلوه من جهد طوال فترة الإحتفالات مؤكدًا على مجهودات المحافظة المبذولة لتنمية و تطوير مسار محطات رحلة العائلة المقدسة بأسيوط و وضع المحافظة على الخريطة السياحية العالمية.
مشيراً إلى تميز المحافظة بمقومات جذب سياحية كثيرة تجذب السياح إليها من شتى بقاع العالم من ضمنها محطتين من محطات رحلة العائلة المقدسة خلال زيارتها للأراضي المقدسة بمصر كدير درنكه والدير المحرق.
و أوضح أسقف أسيوط أن الدير أنهى استعداداته لإستقبال زوار و محبي السيدة العذراء في الليلة الختامية من الإحتفالات.
منوهاً إلى الدفع بسيارات إضافية لنقل الوفود و الزوار من أسفل الدير إلى أعلاه فضلا عن وجود الاسانسيرات و الكراسي المتحركة لكبار السن و ذوي القدرات الخاصة لتسهيل الزيارة عليهم.
مشيراً إلى وجود أكثر من 2500 متطوع للخدمة بشتى القطاعات و المجالات الخدمية بالدير لمساعدة الزوار و تسهيل الزيارة عليهم .
مؤكداً على برنامج الإحتفال في الليلة الختامية يشمل صلوات رفع البخور عشية و الموكب الذي يجول في جميع أرجاء الدير يعقبه إنشاد الترانيم و المدائح داخل ساحة الدير و إستقبال قيادات المحافظة و المهنئين يعقبها العظة الروحية و تسبحه نصف الليل تختتم الليلة بصلوات القداس الإلهي.