الفضاءالمحليات والبيئةعاجل

إحتضار النجوم

دكتور محمود حمزة

بقلم دكتور محمود حمزة

1- إذا كانت كتلة النجم الابتدائية في حدود كتلة الشمس  

يبدأ النجم العادي ‏(مرحلة النسق الرئيسي‏)‏ في الإحتضار ‏،‏ بالتوهج الشديد علي هيئة عملاق أحمر ‏(Red Giant).                                                

2- إذا فاقت كتلة النجم الإبتدائية كتلة الشمس بعدة مرات

أي عملاق أعظم ‏(Supergiant) ، ‏ينشأ في الحالة الأولي نجم أزرق شديد الحرارة محاط بهالة من الإيدروجين المتأين‏ (أي الحامل لشحنة كهربية‏) ،‏ و يعرف بإسم السديم الكوكبي ‏(The Planetary Nebula) , الذي سرعان ما يبرد و ينكمش علي هيئة ما يعرف بإسم القزم الأبيض ‏، و قد تدب الروح في القزم الأبيض فيعاود الإنفجار علي هيئة عملاق أحمر ، ثم تخبو جذوته إلي قزم أبيض عدة مرات حتي ينتهي به العمر إلي الإنفجار علي هيئة مستعر أعظم من النمط الأول ‏(Type I Supernova) ، فتنتهي مادته و طاقته إلي دخان السماء لتدخل في دورة ميلاد نجم جديد‏.                    

3- في حالة النجوم فائقة الكتلة

ينفجر نجم النسق الرئيسي علي هيئة عملاق أعظم‏,‏ الذي يعاود الانفجار علي هيئة مستعر أعظم من النمط الثاني‏، عائدا إلي دخان السماء عودة جزئية‏,‏ ومكدسا جزءا كبيرا من كتلته علي هيئة نجم نيوتروني أو ثقب أسود ‏(نجم خانس كانس‏)،‏ إما مباشرة أو عبر مرحلة النجم النيوتروني حسب الكتلة الابتدائية للنجم‏.‏     

 4- في حالة أشباه النجوم (Quasars)

و هي أجرام سماوية شديدة البعد عنا‏ ،‏ ضعيفة الإضاءة‏ لبعدها البالغ عنا، و هي تتباعد عنا بسرعات فائقة ،‏ و تعتبر أبعد ما قد تم رصده من أجرام السماء بالنسبة لنا‏ ، و تبدو و كأنها علي أطراف السماء الدنيا تطرق أبوابها لتوصل إشاراتها الراديوية إلينا‏.‏

ومنها ما يبث أقوي الموجات الراديوية المعروفة في السماء الدنيا ،‏ و لذا تعرف بإسم أشباه النجوم المصدرة للموجات الراديوية تمييزاً لها عن غيرها من أشباه النجوم التي لاتصدر موجات راديوية ، و أشباه النجوم من حالات المادة الخاصة الغير المعروفة لنا‏ ، و تقدر كتلة شبية النجم بنحو مائة مليون ضعف كتلة الشمس ،‏ و هو قليل الكثافة جداً إذ تقدر كثافته بحدود واحد من ألف مليون مليون من الجرام /سم3 .

و تقدر الطاقة الناتجة عنه بمائة مليون مليون مرة قدر طاقة الشمس‏ ، و قد تم الكشف عن حوالي ألف و خمسمائة من أشباه النجوم علي أطراف الجزء المدرك من الكون‏.‏

النوابض الراديوية ، و أشباه النجوم الراديوية ‏يعتبر من أهم المصادر الراديوية في السماء الدنيا‏ و كلا النوعين أشباه النجوم الراديوية و الغير رادوية ، من مراحل إحتضار النجوم و اإكدارها التي تسبق الطمس و الخنوس‏، كما في حالة النوابض ‏، أو من مراحل التحول إلي دخان السماء اللاحقة علي مرحلة الخنوس‏.‏

 و أشباه النجوم الرادوية تُرسل بوابل من الأشعة و الجسيمات الكونية‏ ، أو بأحزمة متصلة من الأشعة السينية عبر السماء الدنيا ،‏ فتفقد من كتلتها بإستمرار و تتحول إلي دخان السماء‏.‏                                                      

و من أهم هذه المراحل المتأخرة في حياة النجوم ما يعرف بإسم النجوم النيوترونية النابضة أو النوابض‏ ، و هي نجوم نيوترونية شديدة التضاغط ترسل بنبضات منتظمة من الأشعة الراديوية المتسارعة في كل جزء من الثانية ، أو في كل عدد قليل من الثواني‏ ، و قد يصل عدد النبضات إلي ثلاثين نبضة في الثانية‏ أو أكثر ،‏ و يعتمد عدد النبضات علي سرعة دوران النجم حول محوره ، حيث أنه من المعتقد أن كل دورة كاملة للنجم حول محوره تصاحبها نبضة من نبضات الموجات الراديوية التي تسجلها المقربات ‏(‏التليسكوبات‏)‏ الراديوية بوضوح تام‏. 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى