بنوك واتصالات

العلاقات المصرية الكويتية.. “تاريخ ممتد ومستقبل مشرق”

كتبت : د. نهى سلامة

لطالما كانت العلاقات المصرية الكويتية نموذج متميز فى العلاقات العربية، وتعتبر من أهم العلاقات المتجزرة عبر التاريخ و نموذج مشرف يحتذى به فى العلاقات الدولية.

ولقد جاءت الزيارة الثالثة للسيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية الى دولة الكويت فى 31 أغسطس 2019 مؤكدة على الرغبة فى تعزيز تلك العلاقات التاريخية الراسخة و المتنامية بين البلدين، و لقد شملت العلاقات بين الدولتين كافة سبل التعاون على إختلاف أشكالها سياسية، إقتصادية، ثقافية، شعبية.

فعلى الصعيد الإقتصادى تقدر حجم المعاملات الإقتصادية بين البلدين بما يزيد عن 14 مليار دولار سنويا ما بين إستثمارات متنوعة و تجارة بينية و سياحة و تحويلات للعاملين و غيرها ، حيث أنه وفق الهيئة العامة للإستثمار يوجد أكثر من 930 شركة كويتية تعمل بشكل مباشر فى السوق المصرى فى الكثير من القطاعات و التى أهمها التشييد و البناء والإتصالات و التجارة و السياحة و البترول و غيرها من المجالات ، هذا بخلاف الإستثمارات الغير مباشرة فى الشركات المقيدة بالبورصة المصرية ، كما أنه من المتوقع زيادة حجم الإستثمارات الكويتية فى السوق المصرى بعدما شهد الإقتصاد المصرى طفرة كبيرة فى الفترة الأخيرة و نجاح كبير فى برنامج الإصلاح الإقتصادى.

أما على الصعيد السياسى فإن العلاقات السياسية بين البلدين ممتدة و متجزرة لما قبل الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر الذى لطالما كان مساندا و داعما للكويت و أميرها فى ذلك الوقت، و إمتدت تلك العلاقت الى عهد الرئيس/ محمد حسنى مبارك الذى دعم الكويت خلال فترة الغزو العراقى 1990، و لا نستطيع أن نغفل دور و دعم الكويت لمصر منذ العدوان الثلاثى 1956 و التى امتدت حتى نصر أكتوبر عام 1973 الى أن وصلنا للدعم الكبير الذى قدمته الكويت سياسيا و إقتصاديا لمصر فى ثورتها 30 يو نيو 2013.

و لم تتوقف العلاقات المصرية الكويتية على التعاون السياسي و الإقتصادي فقط بل إمتدت لتشمل علاقات وطيدة و تعاون مشترك على الصعيد الثقافى بدأ منذ خمسينيات القرن الماضى عندما أنشأ الفنان المصرى أحمد زكى عام 1958 مجلة العربى بالكويت ، كما أنشأ الفنان المصرى زكى طليمات أول مسرح كويتى عام 1961 ليؤسس بذلك منارة كويتية ثقافية تملأ البلاد بالثقافة و الفن و الوعى، و لا نستطيع أن نغفل العلاقات الشعبية بين البلدين و التى تعكس سبل التقارب و التعاون بين الشعبين الشقيقين ، حيث أن دولة الكويت هى القبلة الثانية للمصريين العامليين بالخارج ، و يصل عدد المصريين العامليين بها لأكثر من 700 ألف مصرى ، كما أن الجالية المصرية لها دور كبير فى عملية التنمية و البناء داخل دولة الكويت على كل الأصعدة لعقود طويلة، أما من الجانب الكويتى فيوجد أكثر من 170 الف زائر كويتى لمصر سنويا تتنوع أغراضهم ما بين السياحة و التجارة و الاستثمار و غيرها من أغراض مختلفة و متنوعة.

كل ذلك التنوع و الزخم فى العلاقات بين البلدين يؤكد مدى التعاون و التقارب بينهم حكومتا و شعبا و هذا ما أكدته زيارات السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى لدولة الكويت منذ تولية الحكم فى يونيو 2014، حيث جاءت زيارته الأولى لدولة الكويت فى 5 يناير 2015 ، أما الزيارة الثانية فكانت فى 7 مايو 2017 ، أما الزيارة الثالثة  فكانت فى 31 أغسطس 2019 و التى جاءت إستكمالا لسلسة الزيارات المتبادلة بين حكام البلدين، والتى أستهدفت تنمية سبل التعاون بين البلدين على كافة الأصعدة و توطيد العلاقات المشتركة بينهما فى مختلف المجالات الحيوية تطلعا منهما الى مستقبل مشرق مزدهر.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى