بقلم :دينا دياب ..”الممر ” حالة وطنية فى البيوت المصرية
أحدث عرض فيلم ” الممر” حالة خاصة فى بيوت المصريين فور عرضه أمس على القنوات الفضائية المصرية ، استطاع الفيلم الذى لم يتحدث عن نصر أكتوبر رسم حالة خاصة تؤجج المشاعر الوطنية وتشيع روحا من المحبة التى يشعر بها المصريون ولا تخرج الا بتعرض الوطن لأزمة .
حددت برامج الاستطلاع أن عدد من شاهدو الفيلم مساء أمس تخطى 5 مليون مشاهد ، والمغزى أن فيلم وطنى أستطاع أن يوحد ملايين امام شاشات التليفزيون ليشاهدوا عملاً وطنىاً ، لم يتحدث عن النصر لكنه تحدث عن أصل المصريين والحالة التى عاشها ظباط الجيش والشعب بعد نكسة 67 .
بعيدًا عن التقيمات الفنية التى يحظى الفيلم فيها باشادة كبيرة ، لكن لايمكن ان تمر الحالة التى احدثها الفيلم فى البيوت المصرية مرور الكرام ، خاصة وأنه كشف النقاب عن رسوخ المشاعر الوطنية الجياشة داخل كل مصرى .
الفيلم استطاع ان يقدم وجبه اجتماعية كاملة تتجمع فيها كل المشاعر من بسمة وبكاء وضحك ونكت وايمان وحب ومقاومة وقوة وعزيمة واعتزاز بالنفس وغضب وعصبية ، كلها تستهدف تقديم رسائل واضحة أهمها ان العدو لايؤمن غدره واذا كان العدو اسرائيل ، تركيا ، قطر ، او غيرها لايصاحب أبدا وكما قال احمد عز- الضابط نور- فى الفيلم ” لاتأمن غدر صاحبك”،فالخائن لا مكان له حتي بين احضان العدو، فمن يبيع وطنه سيظل خائن ،ولن يكتب له الحياة.
مايميز الفيلم انه ابتعد عن ” اكليشيهات السينما ” فى تصدير صورة ان انواع المصريين اقباط ومسلمين ، بل الفيلم تعامل مع المصريين بتنوع اخر على لسان ابطال كتيبة الجيش : صعيدي ،بدوي ،وجه بحري ،نوبي وكلنا مصريين وبنحب بلادنا رغم تنوع ثقافتنا لكن كلنا مصريين، المصرى عاشق لتراب وطنه ولا يخشى الموت.
السلاح الذى يستخدمه الفيلم ، ليس سلاحا عسكريا ، لكنه سلاحاً نفسياً ، حيث أكد على الحرب النفسية التي يستخدمها العدو بخسة ضد ابناء الجيش ، وقال ان السلاح الوحيد فى التعامل مع العدو هو الوعي، الايمان، الاعتزاز بالنفس والثقة، المقاومة التي جسدها الضباط والجنود المصريين وهذا مانحتاجه الأن وسنحتاجه فى المستقبل لمحاربة كل عدو مهما اختلف نوعه
“الصراع العربى الصهيونى تجسد فى حوار بين المصرى – احمد عز – والاسرائيلى – اياد نصار – فى جملة بليغة في عبارة “كلنا ابناء ابراهيم” فكان رد البطل انتم نسيتم ان سيدنا اسماعيل اخو سيدنا اسحق الكبير ابو العرب ، حوار مميز يحمل فى طياته أكثر مايقال أن الحرب دائمه ولن تهدأ.
نموذج المرأه فى الفيلم مشرف من خلال 4 سيدات عظيمات ، زوجه الضابط التي ساعدته ان يخرج من الام الهزيمة وجسدت قوة مصر وان ما حدث في 67 هو كابوس لا يأتي إلا للكبار قوي قوي ، البنت البدوية الشجاعه المغامرة عاشقة تراب الوطن محبة للأرض والأسرة ومقاومة ومناضلة وداعمة، الفتاة الشابة الجميلة التي تقف مساندة ومحبة ومؤمنة بعودة حبيبها مهما طال الوقت فلن تستمر الهزيمة أبدا، الأم الثكلى التي فقدت ابنها البطل في الحرب ولكنها تشعر بالجلد والصبر وتحتسبه شهيد عند الله.
الفيلم يحكى عن فترة الاستنزاف ولم ينتهى بانتصار كما توقع البعض ، لكنه بث برسالة واضحة أن العزة والفخر لن يأتى الا بالايمان والعلم والعمل والكفاح.