الأخبارثقافة وفنونعاجل

قيس الرضوان يكتب: المملكة العربية السعودية ..خُطوات راسخة وإنجازات شامخة

لم أعتد الكتابة عن تجاربي الذاتية، وأعتبرها أمورًا شخصية لا تتخطى حاجز تفكيري، لكن هذه المرة لم أتمكن من كبح جماح مشاعري تجاه الطفرة الحقيقية التي تعيشها المملكة العربية السعودية.

ونحن في مطلع 2025، حالفني الحظ أن أكون ضيفًا بالمملكة، ولم أتحمل أن أغادرها قبل أن أحكي تجربتي فيها. باغتني الإعجاب والإبهار بكل ما يدور حولي.

تمتلك السعودية مكانة خاصة إلهية في قلوبنا وقلوب كل شعوب العالم على الجانب الديني، لكن ما شهدته هذه المرة كان إعجازًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. شعرت وكأن الأحجار تتلألأ من حولي، ناطقة بالجمال والإبهار. زياراتي متعددة للمملكة على مدار سنوات طويلة، لكن هذه المرة شعرت وكأنني أزور العالم في دولة. وجدت المملكة تعيش تحولًا حضاريًا غير مسبوق يمزج بين التكنولوجيا المستدامة وجودة الحياة.

تابعت جيدًا خطة المملكة 2030، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز والخطة الطموحة لولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، حيث استطاع تحقيق الإنجازات العديدة والمتنوعة خلال السنوات التي مضت. وبالقيادة الحكيمة، تمكنت المملكة في هذه السنوات القليلة من تحقيق المنجزات وتجاوز الصعوبات التي واجهها العالم في تلك الحقبة، فواصلت المملكة تنفيذ المشاريع المختلفة في مختلف أنحاء المملكة وبكل اقتدار.

وخلال متابعتي لملف الترفيه بتوجيه الحبيب أبو ناصر، معالي المستشار تركي آل الشيخ، وجدت اهتمامًا خاصًا بأهمية الترفيه كرافد اقتصادي مهم جدًا لتنمية الاقتصاد والناتج المحلي غير النفطي، خاصة عند النظر إلى قطاع الخدمات على مستوى العالم الذي يضم نشاط الترفيه وقطاع السياحة وما يشكله من أهمية كبرى في المساهمة في الناتج المحلي العالمي.

لكني في تلك الزيارة وجدت أنني في “البوليفارد وورلد” أعيش الحياة بشكل جديد ومختلف، يجعلني وبكل صراحة أدعو سياح العالم من شرقه لغربه لزيارة المملكة في أسرع وقت. فالتطور مستمر، والإبهار متجدد. في كل شبر من المملكة يزدهر التطوير بشكل يفوق الحد.

والأكثر من ذلك، تحول العالم إلى ساحة فنية في أرض عالمية. كل لهجات العالم تجتمع بالمسرح والسينما والغناء. كل الثقافات على الأرض، كل الألوان العراقية والمصرية والسورية والأجنبية. وأنا أتجول وأتلفظ مصطلحاتي كعراقي، أجد الجميع يلتفت إليّ ويشاركني اللهجة العراقية ويعبرون عن محبتهم الدائمة للشعب العراقي، فهو شعب ترحاب وذواق لكافة الفنون المتنوعة. وجدتهم يسألونني عن الموسيقى العراقية والأغنيات الشعبية العراقية القديمة، والفن الكردى. واعتدت بحكم شخصيتي كإعلامي ومنتج فنى عراقي أن أحاورهم عن الجديد في العراق. وجدته إبداعًا بلا حدود يتسق وشعار شركتي “بلا حدود” التي تبحث عن الإبداع اللامحدود في كل مكان.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لكنني عشت ليلة من ليالي ألف ليلة. وجدت نجوم العالم أمام عيني في ليلة (Joy Awards).الليلة الساحرة التي توحدت فيها اللغات والمشاعر والألحان ليكون صوت الإبهار هو اللغة الوحيدة التي تجمع كل لغات العالم من كافة الجنسيات. لم يكتفِ أبو ناصر بالنجاح الذي حققه على مدار أربع دورات سابقة في الاحتفاء بالفن، لكنه جعل أرض المملكة ملتقى تحقيق الأحلام. كل مفاجأة غير متوقعة وجدتها على أرض الرياض في هذا اليوم.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن مسرح “الجوي أوورد” أصبح نموذجًا للتنظيم الاحترافي للمهرجانات العالمية. بهذا الحفل كسر أبو ناصر ورفاقه حاجز” الأوسكار” و”الجولدن جلوب”و”كان”. وأصبح حلم نجوم العالم التكريم فى هذا المهرجان، الذي يحقق الأحلام على كافة المستويات. لم أتوقع وأنا أتابع الحفل، مع هذه السجادة اللافندرية اللامعة التي تزيد من رونق الحدث، أن يجتمع الفن التركي مع العراقى والكردي والمصري. لم أتخيل أن يلتقي المخرج العالمي جي كي يون مع العالمي جاي ريتشي ومورجان فريمان، وهما عباقرة الإبداع من الشرق للغرب. كل هؤلاء مع النجوم المصريين والخليجيين واللبنانين والسوريين وكافة الدول العربية. بحثت عن كل الجنسيات ووجدت العراق يتألق كعادته بالصحفيين والفنانين مثل حاتم العراقي والفنانة والإعلامية هند نزار والفنان ذو الفقار خضر والإعلامي العراقي مصطفى الربيعي. كل ما تمنيت وجدته.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد. سحرتني موسيقى السير العالمي أنتوني هوبكنز في الليلة السابقة للحفل على مسرح بكر الشدي، والتي حملت عنوان “الحياة حلم”. كانت حاملة رسائل إنسانية وفنية ملهمة، وصلت للعالم من خلال أرض المملكة. في رسالة استثنائية، عرف القائمون عليها بقيادة القائد تركي آل الشيخ أن الفن هو اللغة التي يعبر بها عن سياسات ومشاعر أبناء المملكة تجاه القضايا العالمية، فرفع شعار “الحلم حياة”.

حقيقةً، هنيئًا للسعوديين أن يحتفوا ببلادهم، التي أحدثت إنجازًا تاريخيًا يمكن وصفه بأنه غير مسبوق. في فترة زمنية قصيرة، ازدادت المملكة بهاءً وجمالًا وثقافةً وإبداعًا، وأصبحت قبلة العالم في مختلف المجالات.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى